مترو الرياض- بصيص أمل في فوضى الطرق وصراع المخالفات

المؤلف: خالد السليمان11.14.2025
مترو الرياض- بصيص أمل في فوضى الطرق وصراع المخالفات

الحمد لله أن قطار الرياض اختار التحليق على مسارات معلقة، وإلا لشاهدناه هدفاً سهلاً لمنتهكي قوانين السير، أولئك الذين يعشقون اقتحام المسارات وتجاوز أكتاف الطرق، وحتى المسارات المخصصة لحافلات النقل العام! قد تبدو هذه العبارة تهكمية، ولكن ثقوا تماماً أن هؤلاء المخالفين لا يعرفون حدوداً، فلو عثروا على منفذ ضيق وسط الازدحام الخانق، لما ترددوا في استغلاله، ويا للخسارة للسائقين الملتزمين بقواعد المرور! ليس لهم سوى تحمل هذا الاستفزاز وكبح جماح النفس عن تقليد المخالفين، خاصة وأن الطرقات أصبحت ساحة تتصارع فيها قوى البقاء! منذ بضعة أسابيع، استأجرت الأسرة سائقاً من إحدى مؤسسات الاستقدام، وتفاجأنا به يسلك المسار الأحمر المخصص حصرياً لحافلات النقل، وعندما عاتبناه ونبهناه إلى أن ذلك يتنافى مع النظام والقانون، أجاب بكل بساطة أن جميع السائقين يفعلون ذلك، وهذا عذر غير مقبول إطلاقاً، ولكنه يعكس واقعاً مؤلماً يكاد يتحول إلى ثقافة سائدة في القيادة، حيث يتعامل البعض مع الأمر وكأنه أمر مفروغ منه لا يمكن التغلب عليه إلا بشعار "كن ذئباً وإلا افترستك الذئاب"، والحقيقة أن العديد من المخالفين يسوغون مخالفاتهم بأنها رد فعل على تعدي الآخرين على حقوقهم في الطريق، مما يضطرهم تحت ضغط الاستفزاز للدفاع عن تلك الحقوق عبر ارتكاب نفس المخالفات التي تستفزهم، مع العلم أن أحد علماء الدين قد حذر في مقطع مصور من مغبة التعدي على حقوق السائقين الآخرين في الطريق، وأنهم قد يخاصمونهم بسبب ذلك يوم القيامة، هذا بالإضافة إلى إثم مخالفة الأنظمة المرورية في الدنيا! المعضلة تكمن في أن مسؤولية معالجة أزمة الازدحام المروري موزعة بين عدة جهات، تشمل إدارة المرور، هيئة التطوير، والأمانة، والحلول التي أُعلن عنها مؤخراً تستغرق وقتاً طويلاً لتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، لذلك، لا بد من إيجاد حلول ميدانية فعالة وسريعة لحين إنجاز تلك المشاريع، وأقترح على هذه الجهات الموقرة عقد اجتماعات عصف ذهني مع مجموعات مختارة من سكان الأحياء الأكثر تضرراً ومعاناة من هذه المشكلة، للاستماع إلى آرائهم وأفكارهم، فمن يدري، قد يكتشفون جوانب أخرى خفية من المشكلة، ويحصلون على اقتراحات وأفكار مبتكرة تساهم في إيجاد الحلول الناجعة!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة